برنامج دعم الأقران المُسرّع للفترة 2018 – 2024 (PAP-APP 2018-2024): تغيير قواعد اللعبة بهدف زيادة تأثير الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة

المصدر: مبادرة الإنتوساي للتنمية

من إعداد: مبادرة الإنتوساي للتنمية

تهدف الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة إلى إحداث فارق في حياة المواطنين. وبالنسبة إلى تلك التي تعمل في ظروف صعبة، فإنَّ الوصول إلى هذا الهدف السّامي ليس واضحاً دائماً. وفي عام 2018، ابتكرت مبادرة الإنتوساي للتنمية، ومنظمة الأفروساي للمجموعة اللغوية الفرعية للدول الناطقة باللغة الإنكليزية، ومنظمة الأفروساي للمجموعة اللغوية الفرعية للدول الناطقة باللغة الفرنسية نموذجاً رائداً لدعم الأجهزة التي تعمل في ظروف صعبة.

المصدر: مبادرة الإنتوساي للتنمية

وجرى تصميم هذا البرنامج المبتكر في إطار الدعوة العالمية لتقديم المقترحات من المستوى الثّاني لتلبية الاحتياجات المحدّدة للأجهزة في البيئات الصّعبة. وأحرز البرنامج تقدّماً ملحوظاً في التّغلّب على العديد من التحديات وتقديم دروس قيّمة لتدخلات بناء القدرات في المستقبل.

نهج جديد 

من السّمات الرئيسيّة لبرنامج دعم الأقران المسرّع هو استخدامه لدعم الأقران والشّراكات. وخلافاً للنّماذج التقليدية لبناء القدرات، يستفيد البرنامج من خبرة الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة على مستوى أعلى من الفعاليّة التنظيميّة والهيئات الإقليميّة لتوفير دعم مخصّص لأجهزة على مستوى أقلّ من الفعاليّة التنظيميّة.

ومن خلال تعزيز التعاون والتعلّم المتبادل، يجسّد البرنامج شعار الإنتوساي، “التجربة المتبادلة تفيد الجميع“. وقد مكّن هذا النهج الجديد إحدى عشرة جهازاً في جمورية الكونغو الديمقراطية وإريتريا وغينيا ومدغشقر والنيجر وجنوب السودان وسيراليون والصومال وغامبيا وتوغو وزيمبابوي من تنفيذ الخّطط الاستراتيجية، وتعزيز التّخطيط التشغيلي، والرصد، والإبلاغ، وإجراء عمليات تدقيق مؤثّرة من خلال أنواع مختلفة من الدعم.

وأثارت الأهداف الطّموحة للبرنامج عند وضعه تساؤلات بشأن جدواه. واعتمد نجاح المبادرة المكلّفة بمعالجة التحديات الرّاسخة في السّياقات الصعبة، على عدة عوامل حاسمة مثل الدعم المستمر من الجهات المانحة، والشراكات الفعّالة بين الأقران، والقدرة على التكيُّف مع السّياقات المحليّة المتنوّعة. وفي حين كانت هذه التحديات كبيرة، فإنَّ تصميم البرنامج – الذي يركّز على التعاون والمرونة والتركيز الاستراتيجي – قد وفَّر أساساً متيناً لنجاحه في نهاية المطاف. وعلى مر السنوات، أظهر البرنامج أنَّه من خلال المزيج الصحيح من الموارد والالتزام، يمكن تحقيق تقدّم ملموس في تعزيز قدرات الذّكاء الاصطناعي، حتّى في أكثر السّياقات تحدّياً.

بناء قدرات قوية

كان حجر الزّاوية للبرنامج تركيزه على بناء القدرات لكلّ من الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ومقدّمي الدعم. وشارك أكثر من 290 من مقدمي الدعم للأجهزة وموظّفيها في مبادرات بناء قدرات البرنامج في عام 2024 وحده. وكانت أدوات من قبيل مصفوفة الكفاءة ونماذج التدريب الهجينة مفيدة في تزويد الموظفين وأقرانهم بالمهارات اللازمة لعمليات التدقيق المعقّدة وتحدّيات الحوكمة.

التائج الإيجابية للتّقييمات الخارجية

أشاد تقييم مستقل للبرنامج في عام 2024 أجرته إرنست أند يونغ بتصميمه ونتائجه. وسلّط تقريرها الضّوء على دور البرنامج في تعزيز دعم الأقران، وتطوير أدوات الإدارة الاستراتيجية، والمواءمة مع أهداف التنمية المستدامة. وتشمل الإنجازات الرئيسية زيادة مشاركة الأقران (15 جهازاً أقوى يقدّم الدعم لأجهزة البرنامج البالغ عددها 11 بحلول عام 2024) وإدخال تحسينات كبيرة على إدارة التغيير الاستراتيجي وجودة التدقيق.

التأثير على المشاريع القُطرية

يمتد نطاق تطبيق البرنامج إلى سياقات متنوّعة، حيث تحقّق المشاريع القُطرية فوائد ملموسة. وفي ما يلي بعض الإنجازات:

  • تلقّت مدغشقر تمويلاً مخصّصاً من وكالة التنمية الدولية الأمريكيّة. ويقدّم المشروع الدعم للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في ما يتعلّق بالضوابط القضائية، وتعزيز الإطار القانوني، وتحسين الاتصالات، والإدارة الاستراتيجية، والحوكمة الداخلية، فضلاً عن توفير الأدوات والبرمجيّات الرّقمية، وتعزيز المساواة والتنوّع بين الجنسين.
  • تلقّى جنوب السودان تمويلاً من السّفارة النرويجية في نيروبي. وعزّز مشروع التغيير الاستراتيجي للغرفة الوطنية للتدقيق القدرات الماليّة وقدرات التدقيق في الامتثال والأداء لتمكين إنجاز عمليات التدقيق المتأخّرة.
  • شهدت إريتريا، بتمويل من مصرف التنمية الإفريقي، تحسُّناً في التّخطيط الاستراتيجي، وحصلت على دعم للمدرّبين المقيمين في مجال التدقيق المالي، والتدقيق في الأداء، وتدقيق نظم المعلومات وضمان الجودة، والشّمولية الجنسانيّة لتعزيز تنمية القدرات في المدى الطويل.
  • في غامبيا، ساعدت الشراكات بين الأقران على تعزيز منهجيات التدقيق والتّخطيط التشغيلي، مما أدّى إلى إتمام عمليات تدقيق فعّالة في الوقت المناسب مثل التدقيق الموحّد للحسابات الحكومية لعام 2020.
  • في زمبابوي، أدّى البرنامج إلى إجراء مراجعات استراتيجية ووضع خطط تنفيذيّة، وتحسين ممارسات الحوكمة والمساءلة. كما قدّم المكتب الوطني السويدي للتدقيق الدعم التقني بالتعاون مع برنامج دعم الأقران المسرّع.
  • في سيراليون، أدّى البرنامج إلى تعزيز الإدارة الاستراتيجية. وشمل ذلك إجراء مراجعات إداريّة ووضع الاستراتيجية، والتّخطيط التشغيلي وعملية الرّصد والإبلاغ.
  • في غينيا وتوغو، ركّزت المشاريع الصغيرة الحجم على عمليات التدقيق القائمة على النّوع الاجتماعي والإدارة الاستراتيجية لتقديم مرئيّات قابلة للتنفيذ وتعزيز عمليات التّخطيط. بالإضافة إلى ذلك، تلقّت غينيا دعماً للتدقيق في أنشطة المحاسبين العامين في ما يتعلّق بالانضباط في الميزانية.
  • في الصومال، أدّى الدعم المكثّف إلى تعزيز عمليات الإبلاغ عن عمليات التدقيق المالي وفي الامتثال إلى جانب مبادرات التطوير المهني لموظفي الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة.
  • في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أدّى مشروع موّلته الوكالة النّرويجية للتعاون الإنمائي إلى تعزيز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واستراتيجيات الاتصالات، وزيادة قدرات التدقيق.
  • في النيجر، ورغم انقطاع الدعم منذ تولّي الجيش السّلطة في يوليو / تموز 2023، تلقّى الجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة دعماً للإدارة الاستراتيجية، وإشراك أصحاب المصلحة، والتدقيف في التنوّع الجنساني والشموليّة.

التحديات

واجه برنامج دعم الأقران المسرّع، رغم نجاحاته، العديد من التحديات، بما في ذلك التكيُّف مع السّياق المحلي. وتتطلّب الاختلافات في السّياقات السياسيّة والثقافيّة والمؤسسيّة التّخصيص المستمر للدّعم. ومن بين التدخلات الأخرى، ثبت أنَّ التدريب على التكيُّف التكراري القائم على حل المشكلات وإشراك الأقران في المدى الطويل أمران حيويّان في التصدّي لهذه التحديات.

كما أنَّ العديد من الأجهزة لا تزال تواجه عجزاً في البنية التحتية وقيوداً في الموارد، ممّا يبرز الحاجة إلى مشاركة إضافيّة من الجهات المانحة لتلبية الاحتياجات الطويلة الأجل.

الدروس للبرامج المستقبلية

تقدّم تجربة برنامج دعم الأقران المسرّع مرئيّات قيّمة لمبادرات مماثلة. ومع انتهاء البرنامج، تشمل بعض الدروس الرئيسية المستفادة ما يلي:

  • المرونة في التصميم: يعزّز تكييف الدعم مع الاحتياجات المحدّدة للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة والحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة الثّقة والصّلة.
  • فعاليّة الدعم من نظير إلى نظير: يُعدُّ الدعم من نظير إلى نظير وسيلة فعّالة لتلبية احتياجات الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في مجال تنمية القدرات. ومع ذلك، فإنّه يحتاج إلى إدارة جيّدة وتمويل وتنسيق لتحقيق النجاح.
  • مأسسة أفضل الممارسات: يعتبر التّخطيط الاستراتيجي، والرصد، وعمليات الإبلاغ أساسيّة لقيام أجهزة عليا فعّالة للرقابة المالية والمحاسبة. ويتطلّب تضمين هذه العمليات توجيهاً مستمرّاً.
  • المشاركة الفعّالة للجهات المانحة: من الأهمية بمكان بناء شراكات ذات صدقيّة ومواءمة استراتيجيات التمويل لتحقيق الاستدامة في المدى الطويل. كما أنَّ استمرار مشاركة الجهات المانحة وتنسيقها مفيد في إبراز صورة الأجهزة وتفادي ازدواجية الدعم المقدّم إلى الأجهزة.

مع انتهاء تطبيق برنامج دعم الأقران المسرّع في عام 2024، نعرب عن امتناننا لجميع أصحاب المصلحة، وخصوصاً مورّدي النّظراء والجهات المانحة المالية. ويؤكّد إرث البرنامج على القوة التحويليّة للتعاون بين الأقران وأهميّة الاستراتيجيات التكيفيّة في تنمية القدرات. ومن خلال الاستمرار في الابتكار وتبادل الدروس، يضع البرنامج وشركاؤه أساساً قويّاً لمستقبل الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة على مستوى العالم.

لمزيد من المعلومات عن برنامج دعم الأقران المسرّع، يُرجى زيارة: برنامج دعم الأقران المسرّع (PAP-APP)

Back To Top